اضف قطوف دعوية إلى مفضلتك

السبت، 1 أكتوبر 2011

الجمع بين حديث (طوبى له طير من طيور الجنة ...) وحديث رفع القلم عن ثلاثة



الجمع بين حديث (طوبى له طير من طيور الجنة ...) وحديث رفع القلم عن ثلاثة …

في نفس الكتاب رواية عن أم المؤمنين عائشة- رضي الله تعالى عنها-

حينما توفي طفل قالت: (طوبى لك طيرٌ من طيور الجنة فقال-عليه
الصلاة والسلام-: وما يدريك يا عائشة أنه في الجنة، لعل الله اطلع على ما
كان يفعل)، والنبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (رفع القلم عن ثلاثة، ذكر
منهم: الطفل حتى يحتلم)، والروايتان صحيحتان فلا أدري كيف الجمع بينهما؟

هذا الحديث حديث صحيح عند الشيخين قالت عائشة: (عصفور
من عصافير الجنة ، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: لا يا عائشة إن الله
خلق للجنة أهلاً خلقهم لها وهم في أصلاب آبائهم وخلق للنار أهلاً خلقهم لها
وهم في أصلاب آبائهم), والمقصود أن هذا منعها من أن تشهد لأحد معين بالجنة
أو بالنار ولو أنه طفل لأنه قد كان تابعاً لأبويه وأبواه ليسوا على
الإسلام وإن أظهراه فالإنسان قد يظهر الإسلام نفاقاً، وتظهر أمه نفاقاً فلا
يشهد لأحد بالجنة ولا بالنار ولو طفلاً لا يقال هذا من أهل الجنة قطعاً؛
لأنه ما يدرى عن حال والديه والأطفال تبع لآبائهم ومن كان مات على الصغر
وليس تبعاً للمسلمين فإنه يمتحن يوم القيامة على الصحيح إذا كان ليس ولداً
بين المسلمين بل لغيرهم من الكفار فإنه يمتحن يوم القيامة, فإن أطاع دخل
الجنة وإن عصى دخل النار, كأهل الفترة الصحيح أنهم يمتحنون أهل الفترة
فهكذا الأطفال, ولهذا لما سئل عن النبي - صلى الله عليه وسلم - عن أولاد
المشركين قال: (الله أعلم بما كانوا عاملين), وجاء في السنة ما يدل على أن
أنهم يمتحنون يعني يختبرون يوم القيامة ويؤمرون بأمر, فإن أطاعوا دخلوا
الجنة وإن عصوا دخلوا النار, فالمقصود من هذا أنه لا يشهد لأحد معين بجنة
ولا نار إلا من شهد له النبي - صلى الله عليه وسلم - هذه قاعدة أهل السنة
والجماعة, فإنكاره - صلى الله عليه وسلم - على عائشة؛ لأنها شهدت بالتعيين
قالت: (عصفور من عصافير الجنة), فلهذا أنكر عليه أن تقول هذا؛ لأن هناك
شيئاً وراء هذا الأمر قد يكون سبباً لعدم دخوله الجنة, وأنه يمتحن يوم
القيامة؛ لأن والديه ليسا على الإسلام, أما أولاد المسلمين فهم تبع آبائهم
عند أهل السنة والجماعة في الجنة, أولاد المسلمين تبع آباؤهم في الجنة,
وأما أولاد الكفار فإنهم يمتحنون يوم القيامة هذا هو الحق, فمن أطاع يوم
القيامة دخل الجنة, ومن عصى دخل النار كأهل الفترة هذا هو الصواب, وهذا هو
وجه الحديث. أثابكم الله و بارك فيكم

۩ سلسلة ۞ لِيَدَّبَّرُوٓا آَيَاتِه ۞ ( الجزء السادس ) ۩

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته







قصة بني اسرائيل
]وَلَقَدْ أَخَذَ ٱلله مِيثَـٰقَ بَنِى إِسْرٰءيلَ وَبَعَثْنَا مِنهُمُ ٱثْنَىْ عَشَرَ نَقِيباً وَقَالَ ٱلله إِنّى مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ ٱلصَّلوٰةَ وَءاتَيْتُمْ ٱلزَّكَوٰةَ وَءامَنتُمْ بِرُسُلِى وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ ٱلله قَرْضاً حَسَناً لاكَفّرَنَّ عَنْكُمْ سَيّئَـٰتِكُمْ وَلاَدْخِلَنَّكُمْ جَنَّـٰتٍ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا ٱلاْنْهَـٰرُ فَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذٰلِكَ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء ٱلسَّبِيلِ[ (12).
فماذا كانت النتيجة؟ ]فَبِمَا نَقْضِهِم مّيثَـٰقَهُمْ لَعنَّـٰهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً[(13) إنها آية شديدة في التحذير من أن نكون مثلهم فيحل علينا غضب الله ولعنته.


قصة ابني آدم عليه السلام
]وَٱتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ٱبْنَىْ ءادَمَ بِٱلْحَقّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَـٰناً فَتُقُبّلَ مِن أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ ٱلاْخَرِ...[ (27).
فابن آدم قتل أخاه متهوراً بسبب الغضب والحسد والغل، وأما علاقة قصة ابني آدم عليه السلام بقصة بني إسرائيل ودخولهم الأرض المقدسة هو أنهما نموذجان لنقض العهود: بنو إسرائيل نقضوا عهد الله تعالى لجبنهم، وأما ابن آدم فلقد نقض العهد لتهوّره، فهما نموذجان معاكسان لبعضهما، وكلاهما يؤدي لنقض العهد مع الله تعالى. والإسلام يأمرنا دائماً بالوسطية في كل شؤون الحياة.




]أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِى ٱلاْرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ ٱلنَّاسَ جَمِيعاً[ (32) فالجريمة ليست اعتداء على فرد، وإنما هي خطر على المجتمع، وهناك حق عام لا بد أن يؤخذ.





يقول الله تعالى ]يَـئَأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱلله وَٱبْتَغُواْ إِلَيهِ ٱلْوَسِيلَةَ وَجَـٰهِدُواْ فِى سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ[.
بعد أن عرضت الآيات السابقة خطر الفساد، أتت الآية (35) لتأمر المؤمنين بالجهاد ومحاربة الفساد.
لاحظ أنه في كل مرة يأتي الأمر بالجهاد في القرآن يذكر سببه (كما في سورة النساء حين ذكر الجهاد لنصرة المستضعفين):
]وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَـٰتِلُونَ فِى سَبِيلِ ٱلله وَٱلْمُسْتَضْعَفِينَ...[ (النساء 75).



]يأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِى ٱلله بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى ٱلْكَـٰفِرِينَ...[(54).
إن القرآن استعمل الرقة والحب في التحذير من أخطر ما يمكن أن يقع به المرء وهو الارتداد عن دين الله تعالى.
فالآية لم تقل "من يرتد منكم عن دينه فسوف نعذّبه وندخله النار".
إن التهديد في هذه الآية كان بالحب لا بالنار. وهذا النداء الرقيق له تأثير مميّز في النفوس بعد الكلام الشديد والأوامر الشديدة التي زخرت بها السورة.




يقول الله تعالى ]يَـٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ لَيَبْلُوَنَّكُمُ ٱلله بِشَىْء مّنَ ٱلصَّيْدِ تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِمَـٰحُكُمْ لِيَعْلَمَ ٱلله مَن يَخَافُهُ بِٱلْغَيْبِ[(94) هذه الآية تحذر من البلاء (أي الامتحان) الذي قد يقع فيه المسلم ليختبر الله تعالى إيمانه وتطبيقه للحلال والحرام.
وقد نزلت عندما كان الصحابة محرمين واختبرهم الله تعالى بألاّ يصطادوا مهما كانت الطرائد منتشرة من حولهم. لذلك أتت الآية التي بعدها ]يَـٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ لاَ تَقْتُلُواْ ٱلصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ[ (95) لتؤكد على نفس المعنى. وهناك علاقة واضحة بين أول السورة وآخرها حيث نرى التركيز على أحكام الصيد.






]يأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُمْ مَّن ضَلَّ إِذَا ٱهْتَدَيْتُمْ...[ (105).
قام أبو بكر الصديق رضي الله عنه خطيباً في الناس فقال: "إنكم تضعون هذه الآية في غير موضعها".
لأن الناس قد ظنوا أن معنى قوله تعالى]... عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ[ أي لا تأخذوا بأيدي أحد للهداية، فمن أراد الضلال فليضل، فأدى فهمهم الخاطئ إلى ترك الدعوة إلى الله تعالى.
لكن معنى الآية: لو كل الناس من حولك غيّرت الحلال والحرام وتركت الوفاء بالعقود، فعليكم أنفسكم يا مؤمنين، فأثبتوا على الحق ولا تغيروا أحكام الدين، وهذا مصداق لحديث النبي r "لا يكن أحدكم إمعة يقول إن أحسن الناس أحسنت وإن أساء الناس أسأت، ولكن وطنوا أنفسكم فإن أحسن الناس أحسنوا وإن أساؤوا فلا تظلموا".













۩ سلسلة ۞ لِيَدَّبَّرُوٓا آَيَاتِه ۞ ۩ ( الجزء الرابع) سورة ال عمران 1







قال تعالى (( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا)) [آل عمران : 30]

وقد جاء في هذا النور الذي أنزله على نبيه صلى الله عليه وسلم ليستضيء به العالم كله قوله تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا} (آل عمران: 103) فكان من أهداف الدين الإسلامي جمع كلمة الأمة والحفاظ على وحدتها وسلامة كيانها.

وقد بعث رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم في مجتمع كان من صفاته:

1- لا تربطه عقيدة، فكل واحد يتبع هواه فيسجد للحجر والشجر.
2- وتغير فيه القبيلة القوية على القبيلة الضعيفة فتقتل رجالها وتنهب أموالها.
3- ولا قيمة فيه للقيم والأخلاق، وإنما المقياس هو المال والجاه.


وقد قام الرسول صلى الله عليه وسلم بعلاج حاسم لمشكلات هذا المجتمع بما يجب أن يسلكه كل مصلح، فقد نظر للداء ووضع له الدواء، فبدأ بإصلاح القلوب أولاً؛ لأن في القلب مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله ألا وهي القلب، فبدأ بالعقيدة الصحيحة أولاً.

*وحدة الأمة هي طريق الخلاص *للدكتور علي بن محمد بن ناصر الفقيهي
- حفظه الله تعالى –






قال تعالى( وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ")

ولفظ الخير في القرآن على وجهين: أحدهما: أن يكون (اسماً)، كقوله تعالى في آل عمران 104:(( ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير..)) ثانيهما: أن يكون (وصفاً)، على تقدير صيغة (أفعل)، كقوله تعالى في البقرة 184: وأن تصوموا خيرا لكم ، أي: الصيام للمسافر أفضل من الفطر، ونحو ذلك قوله تعالى في البقرة 197: وتزودوا فإن خير الزاد التقوى أي: أفضل ما يتزود به قاصد البيت الحرام تقوى الله عزوجل .

*معاني الخير في القرآن الكريم*


قال الله تعالى : ((يوم تبيض وجوه وتسود وجوه ، فأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم بعد إيمانكم فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون ، وأما الذين ابيضت وجوههم ففي رحمة الله هم فيها خالدون )) [ سورة آل عمران : 106 ـ 107 ]

فأتى أولاً بذكر أصحاب الوجوه البيض ثم أتبعهم بذكر أصحاب الوجوه السود ، ولما فرع بـ"أما" ، ذكر الآخرين أولاً والأولين آخراً على سبيل اللف والنشر المشوش أو المعكوس وهو أسلوب من أساليب البلاغة والفصاحة، وإذا عدنا إلى التفسير نجد أن العلماء ذكروا لذلك حكماً، فقال الفخر الرازي في مفاتيح الغيب :

" ثم قال: { فَأَمَّا ٱلَّذِينَ ٱسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكْفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَـٰنِكُمْ } وفي الآية سؤالات:
السؤال الأول: أنه تعالى ذكر القسمين أولاً فقال
: { يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ } فقدم البياض على السواد في اللفظ، ثم لما شرع في حكم هذين القسمين قدم حكم السواد، وكان حق الترتيب أن يقدم حكم البياض.

والجواب عنه من وجوه:

أحدها: أن الواو للجمع المطلق لا للترتيب

وثانيها: أن المقصود من الخلق إيصال الرحمة لا إيصال العذاب، قال عليه الصَّلاة والسَّلام حاكياً عن رَبِّ العزة سبحانه: " خلقتهم ليربحوا علي لا لأربح عليهم " وإذا كان كذلك فهو تعالى ابتدأ بذكر أهل الثواب وهم أهل البياض، لأن تقديم الأشرف على الأخس في الذكر أحسن، ثم ختم بذكرهم أيضاً تنبيهاً على أن إرادة الرحمة أكثر من إرادة الغضب كما قال: " سبقت رحمتي غضبي "

وثالثها: أن الفصحاء والشعراء قالوا: يجب أن يكون مطلع الكلام ومقطعه شيئاً يسر الطبع ويشرح الصدر ولا شك أن ذكر رحمة الله هو الذي يكون كذلك فلا جرم وقع الابتداء بذكر أهل الثواب والاختتام بذكرهم".






قال تعالى(( كنتم خير أمة اخرجت للناس ** تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر ...)) فالخيرية هنا معقودة بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر ..
يقول الشيخ الجليل ((( ابن تيمية ) )) رحمه الله تعالى
: ( أمر الله على لسانه بكل معروف،ونهى عن كل منكر؛ وأحل كل طيب
وحرم كل خبيث، ولهذا روي عنه أنه قال:
{إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق} ( 3) . وقال
في الحديث المتفق عليه: {مثلي ومثل الأنبياء كمثل رجل بن داراً فأتمها وأكملها إلا موضع
لبنة، فكان الناس يطيفون ا ويعجبون من حسنها: ويقولون: لولا موضع اللبنة ! فأنا تلك
اللبنة} ( 4)
. فبه كمل دين الله المتضمن للأمر بكل معروف والنهي عن كل منكر، وإحلال
كل طيب وتحريم كل خبيث.
وتحريم الخبائث يندرج في معنى: النهي عن المنكر كما أن إحلال الطيبات يندرج في:
الأمر بالمعروف؛ لأن تحريم الطيبات مما نهى الله عنه، وكذلك الأمر بجميع المعروف والنهي
عن كل منكر مما لم يتم إلا للرسول؛ الذي تمم الله به مكارم الأخلاق



قال تعالى{ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُوْلَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ . } : آل عمران - 114


سنقف عند : { و يسارعون في الخيرات }

يسارع إلى الشيء أي يرغب في الاستكثار منه. والمسارعة مستعارة للاستكثار من الفعل، والمبادرة إليه.

تأمل قوله تعالى
: { يسارع في } حيث لم يقل { يسارع إلى }

يوجد في هذا المقطع جمال بلاغي, فالقرآن الكريم جاء بـ ( في ) للظرفية المجازية، ليرسم أمام الإنسان مشهدا حركيا يتجلى بتشبيه الخيرات بطريق يسير فيه السائرون، وهم مسرعون كي يقطعوا الطريق رغبة في الوصول إلى الهدف, دون أن يتملكهم شعور بملل وتثاقل, بل ينطلقون بكل خفة, إدراكا منهم بعظم قدر هذه الخيرات التي يسعون إلى تحقيقها.

قال الشيخ الطوسي في التبيان : " وقوله
: { ويسارعون في الخيرات } يحتمل أمرين:

أحدهما : أنهم يبادرون إليها خوف الفوات بالموت.

والثاني : يعملونها غير متثاقلين فيها لعلمهم بجلالة موقعها، وحسن عاقبتها. "



قال تعالى(( أذلة على المؤمنين أعزة عل الكافرين)) [آل عمران:123]

قال الراغب: «الذل متى كان من جهة الإنسان نفسه لنفسه فمحمود، نحو قوله تعالى:
(﴿ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ )﴾ [المائدة: 54]، وقوله تعالى: (﴿ وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)﴾ [آل عمران: 123] ا هـ.[2] وفيما عدا ذلك يكون مذموماً؛ لأن العزة لله ولرسوله وللمؤمنين.

قال أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه: «إنا كنا أذل قوم فأعزنا الله بالإسلام، فمهما نطلب العز بغير ما أعزنا الله به أذلنا الله»[1].






قال تعالى((وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفاين مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ))

لقد جمع النبي _صلى الله عليه وسلم _ الناس حوله على انه عبد الله ورسوله ,والذين ارتبطوا به عرفوه كذلك , فإذا مات عبد الله ,بقيت الصلة الكبرى بالحي الذي لا يموت , فأصحاب العقائد الحقة أتباع مبادئ لا أتباع أشخاص

*محمد الغزالي / فقه السيرة (271)*


علق العلامة السعدي على قوله تعالى ((فبما رحمه من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك ...الآية)) بقوله :"فهل يليق بمؤمن بالله ورسوله , ويدعي أتباعه والاقتداء به , أن يكون كلا على المسلمين,شرس الأخلاق ,شديد الشكيمة عليهم , غليظ القلب , فظ القول , فظيعة ؟ "

(( فبما رحمه من الله لنت لهم )) دلت الآية على أن لينه عليه الصلاة والسلام لمن خالفوا أمره وتولوا عن موقع القتال ,إنما كان برحمه من الله ,فالله حقيق بحمد نبيه _ صلى الله عليه وسلم _ إذ وفقه بفضيلة الرفق لأولئك المؤمنين , وحقيق بحمد أولئك المؤمنين , إذ كان لين رسوله _ صلى الله عليه وسلم _ إنما هو آثر من آثار رحمه الله

*محمد الخضر حسين /أسرار التنزيل*


قال تعالى ((ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك ))آل عمرن :159

ليعتبر بهذه الآية من يتولى أمرا يستدعي أن يكون بجانبه أصحاب يظاهرونه عليه حتى يعلم يقينا أن قوة الذكاء وغزارة العلم , وسعة الحياة وعظم الثراء : لاتكتسبه أنصارا مخلصين ولا تجمع عليه من فضلاء الناس من يثق بصحبتهم إلا أن يكون صاحب خلق كريم , من اللين والصفح والاحتمال.

*محمد الخضر حسين / أسرار التنزيل*


قال تعالى (وشاورهم في الأمر) آل عمران 159.

" أمر الله نبيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو أكمل الناس عقلا ـ أن يشاور , إذ الحقيقة أن الإنسان ـ وإن بلغ عقله الغاية ـ لايستغني عن الإستعانه في مشكلات الأمور بآراء الرجال , إذ العقول قد تكون نافذة في ناحية من الأمر , واقفة عند الظاهر في ناحية أخرى "

*محمد الخضر حسين / أسرار التنزيل*




قال تعالى (( ولا يحسبن الذين يبخلون بمآ ءاتاهم الله من فضله هو خيرا لهم بل هو شر لهم )) آل عمران 180. كثيرون يقصرون معنى هذه الآيه على البخل والمال , والمعنى أشمل وأعم كما ورد عن ابن عباس واختاره ابن كثير , ولهذا لم يدرك أولئك خطورة مايبخلون به من علم أو جاه أو نعمه خصهم الله بها , ويحسبون أنهم يصنعون خيرا لأنفسهم , وما صنعوا إلا شرا , والجزاء العاجل سلب هذه النعمة من العبد وغدا ,قال تعالى (( سيطوقون مابخلوا به يوم القيامة )) آل عمران : 180

*أ‌. د .ناصر العمر*

ـمانسمعه من النصارى وأضرابهم من سب حبيبنا صلى الله عليه وسلم والإساءة إليه قد جاء الخبر عنه في القرآن : (( ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيرا )) آل عمران : 186, ثم بين المخرج فقال : (( وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور )) فإذا صبرنا على ديننا , ولم نتعد حدود الله بعواطفنا , واتقينا ربنا , فإن العاقبة لنا

*د. محمد الخضيري*

من فضائل القرآن أنه المنادي للإيمان كما قال تعالى : (( ربنا إننا سمعنا مناديا ينادي للإيمان أن ءامنوا بربكم فئامنا )) آل عمران : 193 , قال محمد بن كعب : ليس كل الناس سمع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ , ولكن المنادي القرآن .

*تفسير الطبري 7 / 480*


"تدبر هذه الآية : (( فالذين هاجروا وأخرجوا من ديارهم وأوذوا في سبيلي وقاتلوا وقتلوا لأكفرن عنهم سيئاتهم )) آل عمران 195 , الله أبر! كل هذه الأعمال العظيمة : هجره , وإخراج من الديار , وجهاد , بل وقتل , ومع ذلك يقول الله : (( لأكفرن عنهم سيئاتهم )) ! و أحدنا اليوم يجر نفسه لصلاة الفرض جرى , ويرى أنه بلغ مرتبة الصديقين !"

*عبدالعزيز المديهش*





من المفاتيح المعينة على تدبر القرآن : معرفة مقصد السورة , أي : موضوعها الأكبر الذي عالجته , فمثلا : سورة النساء تحدثت عن حقوق الضعفه كالأيتام , والنساء , والمستضعفين في الأرض , وسورة المائدة في الوفاء بالعقود والعهود مع الله ومع العباد , بينما سورة الأنعام ـ هي كما قال أبو إسحاق الإسفراييني : ـ فيها كل قواعد التوحيد , وقس على ذلك "

*د . عصام العويد*

قال تعالى(( وإذا حضر القسمة أولوا القربى واليتامى والمساكين فارزقوهم منه وقولوا لهم قولا معروفا )) النساء : 8, " يؤخذ من هذا المعنى , أن كل من تطلع وتشوف إلى ماحضر بين يدي الإنسان ينبغي له أن يعطيه منه ماتيسر ".

*ابن السعدي / تفسيره ص 165*


قال ابن كثير ـ رحمه الله ـ : " استنبط بعض الأذكياء من قوله تعالى : (( يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين )) النساء : 11, أنه تعالى أرحم بخلقه من الوالد بولده , حيث أوصى الوالدين بأولادهم , فعلم أنه أرحم بهم منهم , كما جاء في الحديث الصحيح " فنسأل الله أن يشملنا بواسع رحمته .

*تفسير القرآن العظيم 2 / 225*






اسطونة صحيح مسلم قراءة صوتيه ونصيه+صحيح البخاري مسموع


 
إسطوانة : صحيح مسلم
قراءة صوتية ونصية.

مكونات ومميًزات الإسطوانة :
1_ إمكانية الإستماع إلى الحديث الشريف كاملاً أو المتن فقط.
2_خدمة التحفيظ بالتكرار
3_البحث السريع بالكلمة أو عدة كلمات فى نص الكتاب.
4_ إمكانية النسخ والطباعة.
الإسطوانة الاولى :
من الحديث الشريف رقم 1 إلى الحديث رقم 1510
الإسطوانة الثانية :
من الحديث الشريف رقم 1511 إلى الحديث رقم 3033



خطوات إعداد الإسطوانة على جهازك :
بعد أن تقوم بتحميل الملفات ثم فك ضغطها
أدخل على ملف الإسطوانة الأولى
Muslem1 BY Wintar_Sonata
وإختار ملف : SETUP
ثم إختار أيقونة : setup


وإتبع الاتى :
1_ إضغط على إستمرار

2_ إضغط على موافق :

3_ متابعة

4_ سيستمر بالتسطيب

5_ أنتهى التسطيب


ونفس هذه الخطوات تتبعها فى الإسطوانة الثانية :
Muslem2 BY Wintar_Sonata

هي ذاتها الخطوات بالتفصيل .


خطوات تشغيل الإسطوانة :
بعد أن تنتهى من التسطيب إدخل على قائمة Start
ثم البرامج ومنها شغل الإسطوانة جسب الصورة

خطوات التعامل مع الإسطوانة :
كما هو واضح بالصورة الإسطوانة بها الخواص الأتية
1_ تختار الكتاب المحدًد من صحيح مسلم
2_ بمجرد أن تختار أي باب ولنفرض مثلاً : باب الإيمان وأختارت حديث
رقم 8
سيظهر قراءة نصية أعلى الشاشة لمفردات الحديث الشريف
مع قراءة صوتية له .
ويمكنك أن توقف القراءة أو تسرعها أو توقفها مؤقتاً.
3_ خاصية التحفيظ بالتكرار
يمكنك إختيار عدد مرات تكرار القراءة الصوتية للحديث الشريف .
4_ خاصية البحث :
يمكنك أن تبحث عن أي كلمة
مثلا كلمة (الصلاة)
5_ خاصية النسخ : للإستفادة منها على النت والمنتديات والبحوث .
6_ تتغير الصور الطبيعة بإستمرار وهي رائعة للغاية .
ونفس الخطوات مع الإسطوانة الثانية.
للتحميل :

رابط مباشر

http://www.filefactory.com/file/cbe5...KingYasser.rar


والمفجاءه رابط يحتوى علي صحيح البخاري مسموع بصيغه ام بي سري

۩ سلسلة ۞ لِيَدَّبَّرُوٓا آَيَاتِه ۞ ۩ ( الجزء الثاني ) من سورة البقرة

















في قــوله تعــالى :{ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا }


البقرة :143
دليل على شرف هذه الأمة من وجوه, منها :
وصف الأمة بالعدل والخيرية, ومنها : أن المزكِّي يجب أن يكون أفضل وأعدل من المُزَكّى,
ومنها : أن المزكي لا يحتاج للتزكية ..
ابن عاشور ..
التحرير والتنوير 21/2





قوله تعالى انبيــه صلى الله لعيه وسلم :{ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا } البقرة :144
دون قوله : تحبها أو تهواها, فيه دلالة على أن ميل الرسول إلى الكعبة ميل لقصد الخير لا لهوى النفس,
وذلك أن الكعبة أجدر بيوت الله بأن تكون قبلة؛
فهو أول بيت وضـع للنــاس بالتوحيد, وفي استقبال بيت المقدس أولاً ثم التحول إلى الكعبة
إشارة إلى استقلال هذا الدين على دين أهل الكتاب ..
ابن عاشور ..
التحرير والتنوير 28/2





{ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ } البقرة :153
توجيه رباني وجدت بركته أخت لنا فجعت بفقد والديها وأخيها وأختها جميعاً في حادث قبل أيام,
إذ لما اشتدت عليها المصيبة تذكرت هذه الآية ففزعت للصلاة, موقنة بكلام ربها,
فتقسم أنه نزل على قلبها سكينة عظيمة خففت عليها مصيبتها ..
وذلك تأكيد عملي على أثـر تــدبر القرآن والعمل به في حياة العبد وفي ظروفه كلها ..






ما أحــوج النــاس - في ظل غلاء الأســعار - أن يقفــوا مـع هذه الآيــات :
{ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمْوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ *
الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ
وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ } البقرة :155-157
فتأمل مافيها من العبر في تفسير السعدي رحمه الله ..








تدبر قوله تعــالى :{ وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ } البقرة :168
فتسمية استدراج الشيطان " خطوات " فيه إشارتان :
[1] الخطوة مسافة يسيرة, وهكذا الشيطان يبدأ بالــشيء واليــسير مـن البدعة,
أو المعصية, حتى تألفها النفس ..


[2] قوله :{
خُطُوَاتِ
} دليل على أن الشيطان لن يقف عند أول خطوة في المعصية ..


فهد العيبان ..






قال تعالى :{ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } البقرة :173
قيل في سبب تقديم الغفور على الرحيم :
أن المغفرة سلامة, والرحمة غنيمة, والسلامة مطلوبة قبل الغنيمة ..
د. السامرائي ..
التعبير القرآني 57.








{ فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ } البقرة :178
إطلاق وصف الأخ على الممـاثل في الإســلام أصل جـاء به القرآن؛
وجعل به التوافق في العقيدة كالتوافق في نسب الإخــوة بـل أشـد,
وحقا فإن التوافق في الدين رابطة نفسانية, والتوافق في النسب رابطة جسدية,
والروح أشرف من الجـــسد !!


ابن عاشور ..
التحرير والتنوير 141/2.







{ وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } البقرة :179
في القــصاص حياة, والتنكير في { حَيَاةٌ } للتعظيم,
وتلك الحياة العظيمة هي مافيه من ارتداع الناس عن قتل النفوس؛
لأن أشد ماتتوقاه نفوس البشر من الحوادث : المــــوت ,
فلو عـلم القاتل أنه يسلم من الموت لأقدم على القتل مستخفا بالعقوبات,
ولو ترك الأمــر للثـأر كمــا في الجاهلية لأفرطوا في القتل وتسلسل الأمر,
فكان في مشروعية القصـاص حــياة عظيمـة من الجانبين ..


ابن عاشور ..
التحرير والتنوير 145/2




{ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ } البقرة :185


من فضائل شهر الصيام أن الله تعالى مدحه من بين سـائر الشهور,
بأن اختاره لإنزال القرآن العظيم فيه, واختصه بذلك,
ثم مدح هذا القرآن الـذي أنزلـه الله فقال :{ هُدًى } لقلوب من آمن به,
{ وَبَيِّنَاتٍ } لمن تدبرها على صحة ماجاء به,
ومفرقاً بين الحق والباطل والحلال والحرام ..


[ ابن كثير ] ..
تفسير القرآن العظيم 269/1




"{ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } البقرة :185
الهداية تشمل :
هداية العلم, وهداية العمل,
فمن صام رمضان وأكمله, فقد منَّ الله عليه بهاتين الهدايتين,
وشكره سبحانه على أربعة أمور :
إرادة الله بنا اليسر, وعدم إرادته العسر, وإكمال العدة, والتكبير على ماهدانا,
فهذه كلها نِعَم تحتاج منَّـا أن نشكر الله بفعل أوامره , وإجتناب نواهيه "..
ابن عثيمين ..






" تأمل قوله تعالى :{ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ } البقرة : 187
وما فيهــا من تربيــة الذوق والأدب في الكلام,
إضـافة إلى مافي اللباس من دلالة ( الستر, والحماية, والجمــال, والقرب ) ...
وهل أحد الزوجين للآخر إلا كذلك ؟
وإن كانت المرأة في ذلك أظهر أثـرا كما يشير إلى ذلك البدء بضميرها { هُنَّ }"..


د. عويض العطوي ..







{ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ } البقرة : 187,
{ وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا } النبأ :10,
{ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ } الأعراف :26,
تـــأمــل هذه الآيــــات,
تجـد الرابط بينـهــا ( الـــستر ), والمشترك بين الثياب حسن سترها,
فهل يدرك الزوجــان أنـه عـندما يتحــدث أحــدهما بعيوب شريك حياته ويكشف أسراره
قد أصبح كالثوب المخرق, قبيح المنظر, فاضــح المخــبر ..


أ.د. ناصر العمر ..




قـال تعــالى :{ وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ } البقرة :187


استـدل العلــماء بقوله : { وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ }
على الإعتكاف لا يـصح إلا في المـسجد,
ووجه الدلالة :
كأن الأمر مستقر ومفروغ مـنه, أن الإعتكــاف لا يكــون إلا في المـسجد,
وقـد حكى القرطبي وغيره الإجماع على ذلك ..


تفسير القرطبي 332/2





{ وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ } البقرة :188
والمــراد مـن الأكـــل مــايعـم الأخـــذ والإستيلاء, وعبر به؛
لأنه أهـم الحوائج, وبه يحصل إتلاف المال غاليا,
والمعنى: لا يأكل بعضكم مال بعض, فهو كقوله تعالى :{ تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ } الحجرات :11


الألوسي ..
تفسيره 140/2








{ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ } البقرة :189


قـال قتــادة :
سألوا نبي الله صلى الله عليه وسلم : لم جُعِلتْ هذه الأهلة ؟
فأنزل الله فيها ماتسمعون, فجعلها لــصوم المسلمين ولإفطارهم,
ولمناسكهم وحجهم, ولعدة نسائهم ومحل ديــنهم في أشــياء,
والله أعلم بما يصلح خلقه ..


تفسير الطبري 335/3




وفي قوله :{ لِلنَّاسِ
} إشارة إلى كون الرؤية ميقاتاً للناس كلهم,


فما كان رؤية في عهد النبوة فهو المعتبر بعده ..
ابن جرير الطبري 553/3




{ وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ } البقرة :195


إذا بذل المسلمون وسعهم ولم يفرطوا في شيء,
ثم ارتكبوا في أمر بعد ذلك فالله نـاصرهم ومؤيدهم فــيما لا قبــل لهم بتحصيله,
ولقد نصرهم الله ببدر وهم أذلة, ولكنهم يومئذ لم يقصروا في شيء,
فأما أقوام يتلفون أموال المسلمين في شهواتهم, ويفوتون الفرص وقت الأمن
فلا يستعدون لشيء, ثم يطلبون بعد ذلك من الله النصر والظفر,
فأولئك قوم مغرورون,
ولــذلك يــسلط الله عليهم أعدائهم بتفريطهم ..


ابن عاشور ..
التحرير والتنوير 212/2






" قال تعالى :{ وَلاَ تَحْلِقُواْ رُؤُوسَكُمْ } البقرة :196


ولم يقل: ولا تقصروا,
ففيه دلالة على أن الحلق أفــضل,
وهــو مقتــضى دعــاء الرســول صـلى الله عليــه وســلم
للمحلقــين ثلاثــاً وللمقصرين مرة "..


القرطبي ..
أحكام القرآن 381/2



" من بلاغة القرآن في قوله تعــالى -عن الهــدي -:


{فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ... الآية }
البقرة :196
أنه لم يحدد ما الذي لم يوجد؛
ليشمل مـن لم يجد الهدي, ومن لم يجد ثمنه,
فاستفدنا زيادة المعنى, مع اختصار اللفظ "..


ابن عثيمين ..






عند التأمل في آيتي :{ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ } البقرة :197
{ وَأَتِمُّواْ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ } البقرة :196
مع أن الحج قد يكون تطوعاً؛ لكنه أوجبه على نفسه بمجرد دخوله فيــه,
ففــي هذا درس في تعظيم شأن الإلتزام بإتمام أي عمل إيجابي يشرع فيه المسلم,
وعدم الخروج منه إلا بمسوغ معتبر عقلا وشرعا,
وفي الصحيح : ( أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل )..


أ.د. نـاصر العمر ..



" لما نهى الله عباده عن إتيان القبيح قولاً وفعلاً :
{ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ } البقرة :197
حثهم على فعل الجميل, وأخبرهم أنه عالم بـه,
وســيجزيهم عليــه أوفــر الجزاء يوم القيامة فقال :
{ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ } البقرة :197..


ابن كثير ..
تفسير القرآن العظيم 547/1



۩ سلسلة ۞ لِيَدَّبَّرُوٓا آَيَاتِه ۞ ( الجزء الأول )۩ ورة البقرة




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته






















{ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ } البقرة :3 اهتم القرآن الكريم بمدح المنفقين والحث على الإنفاق
إذ كان من أعظم الوسائل إلى رقي الأمم وسلامتها من كوارث شتى , كالفقر, والجهل,
والأمراض المتفشيه, فببذل المال تسد حاجات الفقراء, وتشاد معاهد التعليم, وتقام وسائل حفظ الصحة إلى مايشاكل هذا من جلائل الأعمال ..


محمد الخضر حسين ..
أسرار التنزيل


" تأمل في قوله تعالى عن المنافقين :{ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لاَّ يُبْصِرُونَ } البقرة :17
وكيف قال :{ بِنُورِهِمْ } فجعله واحداً, ولما ذكر { ظُلُمَاتٍ } جمعها, لأن الحق واحد -هو الصراط المستقيم-
بخلاف طرق الباطل, فإنها متعددة متشعبة, ولهذا يفرد الله الحق ويجمع الباطل, كقوله :
{ اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوت
يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } البقرة :257



ابن القيم ..
الفوائد ( ص 127 )



" في القرآن بضعة وأربعون مثلاً, والله تعالى -بحكمته- يجعل ضرب المثل سببا لهداية قوم فهموه،
وسببا لضلال قوم لم يفهموا حكمته, كمل قال تعالى :
{ فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُواْ فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلاً } البقرة :26

الشنقيطي ..
أضواء البيان 97/





تأمل !

جبل عظيم شاهق ، لو نزل علية القرآن لخشع ، بل تشقق وتصدع ،
وقلبك هذا الذي هو _ في حجمة _ كقطعة صغيرة من هذ الجبل ، كم سمع القرآن وقرأة ؟ ومع ذلك لم يخشع ولم يتأثر ؟
والسر في ذلك كلمة واحدة : إنه لم يتدبر

أ.د. ناصر العمر




{ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ } البقرة :45 المعنى أن الصــلاة صعبة إلا على الخاضعين
الذين أسلموا وجوههم لله, والصــلاة من حيث أنها قيام وركوع وسجود وجلوس ليس فيها صعوبة,
والصعوبة من جهة أن الصــلاة بحق هي التي يدخلها المصلي بقلب حاضر فيؤديها مبتغيا رضـا الله,
تاليا القرآن بتدبر, ناطقا بالدعــوات والأذكار التي تشتمل عليها عن قصد إلى كل معنى,
دون أن تجري على لسانه وهو في غفلة عن معانيها التي هي روح العبادة ..

محمد الخضر حسين ..


{ وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ } البقــرة :50

" فإغراق العدو أو هلاكه نعمة, وكونه ينظر إلى عدوه - وهو يغرق- نعمة أخرى؛
لأنه يشفي صدره, وعند عجز الناس لا يبقى إلا فعل الله عزً وجلً؛
ولهذا في غزوة الأحزاب نُصروا بالريح التي أرسلها الله تعالى ..

ابن عثيمين ..


{ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ } البقــرة :50
" لما كان الغرق من أعسر الموتات وأعظمها شدة, جعله الله تعالى نكالاً لمن ادعى الربوبية,
وعلى قدر الــذنب يكون العقاب, ويناسب دعوى الربوبية والاعتلاء, وانحطاط المدعي تغييبه في قعر الماء "..

الألوسي






(( أو تسريح بإحسان ))
هذه الآية في شأن النساء , وإمساكهن بالمعروف ,
أو تسريحهن بإحسان , ولا يبعد أن يشمل المعنى
كل من يتعامل معه من الناس , كموظف أو مدرس ,
فقد يمكث أحدهم مده ,ثم تقتضي المصلحة أن ينتقل
إلى ميدان آخر , فهل ينقطع حبل المودة ؟
أو يفسر انتقاله بقلة المروءة ونكران الجميل ؟
الجواب : لا . فأهل الكرم ينأون بأنفسهم عن ذلك ,
ويحسنون التسريح والتوديع , فيبقى الود ,
وتحفظ الذكريات الجميلة , وإن تفارقت الأجساد .

محمد الحمد / خواطر (126))


((ولا تمسكوهن ضرارا لتعتدوا ومن يفعل
ذلك فقد ظلم نفسه ))
إنها تربية قرآنيه تؤكد على أن الاعتداء
على الآخرين هو ظلم للنفس أولا
بتعريضها لسخط الله وغضبها



إذا منع الله عباده المؤمنين شيئا تتعلق به إرادتهم فتح لهم بابا
أنفع لهم منه وأسهل وأولى كقوله تعالى
(‏مَانَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْمِثْلِهَا
أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) وقوله ( يتفرقا يغن الله كلا من سعته )
وفي هذا المعنى آيات كثيرة
فحاول _وفقك الله _ ان تقيد بعض نظائر هذا المعنى الذي نبه إليه الشيخ رحمه الله
القواعد الحسان في تفسير القران 0
تدبر قوله تعالى : (وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِإِيمَانِكُمْ كُفَّارًا
حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَاتَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ )
تجده دليلا واضحا على أن حرمان التوفيق أقعدهم عن الإيمان
فإنهم لم يحسدوا غيرهم عليه إلا بعد أن تبينت لهم حقيقته
إذ محال أن يحسدوا غيرهم على ما هو باطل عندهم وفي أيديهم
ما يزعمون انه خير منه

الإمام القصاب / نكث القران 1/132


في قوله تعالى : (‏وَقَالُوالَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ)
دليل على أن كل مدع دعوى محتاج إلى تثبيتها وأقامه البرهان عليها
وإذا كان المدعي عن شي لله لم يقبل ذلك البرهان
إلا عن الله تعالى لقوله في الآية التي قبل هذه (قل اتخذتم عند الله عهدا )

القصاب نكث القران 1/136


إذا ذكر أهل الكتاب - في القرآن - بصيغة :{ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ } البقرة :121
فهذا لا يذكر الله إلا في معرض المدح,
وإذا ذكروا بصيغة :{ أُوْتُواْ نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ } البقرة : آل عمران 23

فلا تكون إلا في معرض الـذم,
وإن قيل فيهم ( أوتوا الكتاب ) فقد يتناول الفريقين؛ لكنه لا يفرد به الممدحون فقط,
وإذا جاءت ( أهل الكتاب ) عمت الفريقين كليهما ..

ابن القيم ..
مفتاح دار السعادة 104/1




قال تعالى (( وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِين))

لو توقفنا بعض الوقفات حول هذه الآية لوجدناها تشتمل على فوائد كثيرة ، من بينها :

أن الابتلاء الذي هو بمعنى الاختبار والامتحان أصاب إبراهيم عليه السلام ، فالمبتلى هنا
إبراهيم ، والمبتلي هو الله سبحانه وتعالى ، وهذا يدل على ماذا ؟ يدل على أن العبد إذا
أصيب في هذه الدنيا بما لا يتناسب ولا يتلاءم معه ، لا يظن أنه قليل القدر أو وضيع الشأن
عند الله – كلا – فإبراهيم عليه السلام له من المقام العالي عند الله سبحانه وتعالى ما له ،
ومع ذلك ابتلاه جل وعلا ، ولا يخفى علينا ما أبتلي به رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم

فضيلة الشيخ زيد بن مسفر البحري


((وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا.... ))
قال الله تعالى ( وإذ جعلنا البيت ) يعني الكعبة ( مثابة للناس ) مرجعا لهم ، قال
مجاهد وسعيد بن جبير : يأتون إليه من كل جانب ويحجون ، وقال ابن عباس رضي الله
عنهما : معاذا وملجأ وقال قتادة وعكرمة : مجمعا ( وأمنا ) أي مأمنا يأمنون فيه من إيذاء
المشركين ، فإنهم ما كانوا يتعرضون لأهل مكة ويقولون : هم أهل الله ويتعرضون لمن
حوله كما قال الله تعالى : " أولم يروا أنا جعلنا حرما آمنا ويتخطف الناس من حولهم )) ( 67 - العنكبوت ) .

قال تعالى ((واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهرا بيتي
للطائفين والعاكفين والركع السجود ))

قوله تعالى : ( واتخذوا ) قرأ نافع وابن عامر بفتح الخاء على الخبر ، وقرأ الباقون بكسر
الخاء على الأمر ( من مقام إبراهيم مصلى ) قال ابن يمان المسجد كله مقام إبراهيم ،

وقال إبراهيم النخعي : الحرم كله مقام إبراهيم ، وقيل : أراد بمقام إبراهيم جميع
مشاهد الحج ، مثل عرفة ومزدلفة وسائر المشاهد .
والصحيح أن مقام إبراهيم هو الحجر الذي في المسجد يصلي إليه الأئمة ، وذلك الحجر الذي
قام [ ص: 147 ] عليه إبراهيم عليه السلام عند بناء البيت ، وقيل : كان أثر أصابع رجليه
بينا فيه فاندرس من كثرة المسح بالأيدي ، قال قتادة ومقاتل والسدي : أمروا بالصلاة عند
مقام إبراهيم ولم يؤمروا بمسحه وتقبيله .

من تفسير البغوي


قال تعالى(( وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ القَوَاعِدَ مِنَ البَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ العَلِيمُ))
ما معنى القواعد :جمع قاعدة ، وهي الأساس، والأصل لما فوقه/ قال الزجاج:
القواعد: أساطين التي تعمده

قال تعالى (( وقالوا كونوا هودا أو نصارى تهتدوا قل بل ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين))
السفه: اضطراب الرأي والفكر، أو الأخلاق.
و المراد بهم هنا منكر وتغير القبلة من اليهود والمشركين و المنافقين.
كلمه النصارى وكلمه اليهود وهذا هو الاسم الصحيح الذي جاء في كتاب الله وفى سنه
رسول الله صلى الله عليه وسلم وفى أقوال السلف الصالح من هذه الأمة بل وفى أقوالهم
هم ولكن لما قوي الاستعمار الغربي في البلاد الإسلامية أراد أن يظهر على دينه ملة
دينيه فسموا أنفسهم بالمسيحيين أي منتسبين للمسيح عيسى بن مريم واشهد
بالله واقسم بالله أن عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام برئ منهم ومن ما هم عليه
من الدين إن عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام كغيره من الأنبياء والرسل جاء بتوحيد
الله عز وجل كما قال الله تعالى: ( وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه انه لا اله إلا أنا فاعبدون )
قال تعالى (( صبغة الله و من أحسن من الله صبغة و نحن له عابدون))
أي صبغ الله قلوبنا بالهداية، ولا تغلب صبغة غيره عليها.أو دين الله الذي فطر الناس عليه ،لظهور أثره على صاحبه
قال تعالى((و نحن له عابدون)) : شكرا لتلك النعمة ولسائر نعمه