اضف قطوف دعوية إلى مفضلتك

السبت، 1 أكتوبر 2011

۩ سلسلة ۞ لِيَدَّبَّرُوٓا آَيَاتِه ۞ ۩ ( الجزء الثاني ) من سورة البقرة

















في قــوله تعــالى :{ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا }


البقرة :143
دليل على شرف هذه الأمة من وجوه, منها :
وصف الأمة بالعدل والخيرية, ومنها : أن المزكِّي يجب أن يكون أفضل وأعدل من المُزَكّى,
ومنها : أن المزكي لا يحتاج للتزكية ..
ابن عاشور ..
التحرير والتنوير 21/2





قوله تعالى انبيــه صلى الله لعيه وسلم :{ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا } البقرة :144
دون قوله : تحبها أو تهواها, فيه دلالة على أن ميل الرسول إلى الكعبة ميل لقصد الخير لا لهوى النفس,
وذلك أن الكعبة أجدر بيوت الله بأن تكون قبلة؛
فهو أول بيت وضـع للنــاس بالتوحيد, وفي استقبال بيت المقدس أولاً ثم التحول إلى الكعبة
إشارة إلى استقلال هذا الدين على دين أهل الكتاب ..
ابن عاشور ..
التحرير والتنوير 28/2





{ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ } البقرة :153
توجيه رباني وجدت بركته أخت لنا فجعت بفقد والديها وأخيها وأختها جميعاً في حادث قبل أيام,
إذ لما اشتدت عليها المصيبة تذكرت هذه الآية ففزعت للصلاة, موقنة بكلام ربها,
فتقسم أنه نزل على قلبها سكينة عظيمة خففت عليها مصيبتها ..
وذلك تأكيد عملي على أثـر تــدبر القرآن والعمل به في حياة العبد وفي ظروفه كلها ..






ما أحــوج النــاس - في ظل غلاء الأســعار - أن يقفــوا مـع هذه الآيــات :
{ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمْوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ *
الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ
وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ } البقرة :155-157
فتأمل مافيها من العبر في تفسير السعدي رحمه الله ..








تدبر قوله تعــالى :{ وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ } البقرة :168
فتسمية استدراج الشيطان " خطوات " فيه إشارتان :
[1] الخطوة مسافة يسيرة, وهكذا الشيطان يبدأ بالــشيء واليــسير مـن البدعة,
أو المعصية, حتى تألفها النفس ..


[2] قوله :{
خُطُوَاتِ
} دليل على أن الشيطان لن يقف عند أول خطوة في المعصية ..


فهد العيبان ..






قال تعالى :{ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } البقرة :173
قيل في سبب تقديم الغفور على الرحيم :
أن المغفرة سلامة, والرحمة غنيمة, والسلامة مطلوبة قبل الغنيمة ..
د. السامرائي ..
التعبير القرآني 57.








{ فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ } البقرة :178
إطلاق وصف الأخ على الممـاثل في الإســلام أصل جـاء به القرآن؛
وجعل به التوافق في العقيدة كالتوافق في نسب الإخــوة بـل أشـد,
وحقا فإن التوافق في الدين رابطة نفسانية, والتوافق في النسب رابطة جسدية,
والروح أشرف من الجـــسد !!


ابن عاشور ..
التحرير والتنوير 141/2.







{ وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } البقرة :179
في القــصاص حياة, والتنكير في { حَيَاةٌ } للتعظيم,
وتلك الحياة العظيمة هي مافيه من ارتداع الناس عن قتل النفوس؛
لأن أشد ماتتوقاه نفوس البشر من الحوادث : المــــوت ,
فلو عـلم القاتل أنه يسلم من الموت لأقدم على القتل مستخفا بالعقوبات,
ولو ترك الأمــر للثـأر كمــا في الجاهلية لأفرطوا في القتل وتسلسل الأمر,
فكان في مشروعية القصـاص حــياة عظيمـة من الجانبين ..


ابن عاشور ..
التحرير والتنوير 145/2




{ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ } البقرة :185


من فضائل شهر الصيام أن الله تعالى مدحه من بين سـائر الشهور,
بأن اختاره لإنزال القرآن العظيم فيه, واختصه بذلك,
ثم مدح هذا القرآن الـذي أنزلـه الله فقال :{ هُدًى } لقلوب من آمن به,
{ وَبَيِّنَاتٍ } لمن تدبرها على صحة ماجاء به,
ومفرقاً بين الحق والباطل والحلال والحرام ..


[ ابن كثير ] ..
تفسير القرآن العظيم 269/1




"{ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } البقرة :185
الهداية تشمل :
هداية العلم, وهداية العمل,
فمن صام رمضان وأكمله, فقد منَّ الله عليه بهاتين الهدايتين,
وشكره سبحانه على أربعة أمور :
إرادة الله بنا اليسر, وعدم إرادته العسر, وإكمال العدة, والتكبير على ماهدانا,
فهذه كلها نِعَم تحتاج منَّـا أن نشكر الله بفعل أوامره , وإجتناب نواهيه "..
ابن عثيمين ..






" تأمل قوله تعالى :{ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ } البقرة : 187
وما فيهــا من تربيــة الذوق والأدب في الكلام,
إضـافة إلى مافي اللباس من دلالة ( الستر, والحماية, والجمــال, والقرب ) ...
وهل أحد الزوجين للآخر إلا كذلك ؟
وإن كانت المرأة في ذلك أظهر أثـرا كما يشير إلى ذلك البدء بضميرها { هُنَّ }"..


د. عويض العطوي ..







{ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ } البقرة : 187,
{ وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا } النبأ :10,
{ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ } الأعراف :26,
تـــأمــل هذه الآيــــات,
تجـد الرابط بينـهــا ( الـــستر ), والمشترك بين الثياب حسن سترها,
فهل يدرك الزوجــان أنـه عـندما يتحــدث أحــدهما بعيوب شريك حياته ويكشف أسراره
قد أصبح كالثوب المخرق, قبيح المنظر, فاضــح المخــبر ..


أ.د. ناصر العمر ..




قـال تعــالى :{ وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ } البقرة :187


استـدل العلــماء بقوله : { وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ }
على الإعتكاف لا يـصح إلا في المـسجد,
ووجه الدلالة :
كأن الأمر مستقر ومفروغ مـنه, أن الإعتكــاف لا يكــون إلا في المـسجد,
وقـد حكى القرطبي وغيره الإجماع على ذلك ..


تفسير القرطبي 332/2





{ وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ } البقرة :188
والمــراد مـن الأكـــل مــايعـم الأخـــذ والإستيلاء, وعبر به؛
لأنه أهـم الحوائج, وبه يحصل إتلاف المال غاليا,
والمعنى: لا يأكل بعضكم مال بعض, فهو كقوله تعالى :{ تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ } الحجرات :11


الألوسي ..
تفسيره 140/2








{ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ } البقرة :189


قـال قتــادة :
سألوا نبي الله صلى الله عليه وسلم : لم جُعِلتْ هذه الأهلة ؟
فأنزل الله فيها ماتسمعون, فجعلها لــصوم المسلمين ولإفطارهم,
ولمناسكهم وحجهم, ولعدة نسائهم ومحل ديــنهم في أشــياء,
والله أعلم بما يصلح خلقه ..


تفسير الطبري 335/3




وفي قوله :{ لِلنَّاسِ
} إشارة إلى كون الرؤية ميقاتاً للناس كلهم,


فما كان رؤية في عهد النبوة فهو المعتبر بعده ..
ابن جرير الطبري 553/3




{ وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ } البقرة :195


إذا بذل المسلمون وسعهم ولم يفرطوا في شيء,
ثم ارتكبوا في أمر بعد ذلك فالله نـاصرهم ومؤيدهم فــيما لا قبــل لهم بتحصيله,
ولقد نصرهم الله ببدر وهم أذلة, ولكنهم يومئذ لم يقصروا في شيء,
فأما أقوام يتلفون أموال المسلمين في شهواتهم, ويفوتون الفرص وقت الأمن
فلا يستعدون لشيء, ثم يطلبون بعد ذلك من الله النصر والظفر,
فأولئك قوم مغرورون,
ولــذلك يــسلط الله عليهم أعدائهم بتفريطهم ..


ابن عاشور ..
التحرير والتنوير 212/2






" قال تعالى :{ وَلاَ تَحْلِقُواْ رُؤُوسَكُمْ } البقرة :196


ولم يقل: ولا تقصروا,
ففيه دلالة على أن الحلق أفــضل,
وهــو مقتــضى دعــاء الرســول صـلى الله عليــه وســلم
للمحلقــين ثلاثــاً وللمقصرين مرة "..


القرطبي ..
أحكام القرآن 381/2



" من بلاغة القرآن في قوله تعــالى -عن الهــدي -:


{فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ... الآية }
البقرة :196
أنه لم يحدد ما الذي لم يوجد؛
ليشمل مـن لم يجد الهدي, ومن لم يجد ثمنه,
فاستفدنا زيادة المعنى, مع اختصار اللفظ "..


ابن عثيمين ..






عند التأمل في آيتي :{ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ } البقرة :197
{ وَأَتِمُّواْ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ } البقرة :196
مع أن الحج قد يكون تطوعاً؛ لكنه أوجبه على نفسه بمجرد دخوله فيــه,
ففــي هذا درس في تعظيم شأن الإلتزام بإتمام أي عمل إيجابي يشرع فيه المسلم,
وعدم الخروج منه إلا بمسوغ معتبر عقلا وشرعا,
وفي الصحيح : ( أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل )..


أ.د. نـاصر العمر ..



" لما نهى الله عباده عن إتيان القبيح قولاً وفعلاً :
{ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ } البقرة :197
حثهم على فعل الجميل, وأخبرهم أنه عالم بـه,
وســيجزيهم عليــه أوفــر الجزاء يوم القيامة فقال :
{ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ } البقرة :197..


ابن كثير ..
تفسير القرآن العظيم 547/1